بعد حزمة القرارات الرئاسية التي اتخذها الرئيس محمد مرسي واعتبرها البعض تاريخية بكونها أنهت الحكم العسكري علي حد وصفهم، واعتبرها البعض الاخر مجرد صفقة تضمن الخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكري، نسير الآن في طريق بدأت معالمه في الوضوح وبدأت معه فعليا ولاية مرسي الأولى.
ومع تصاعد الدعوات من قبل بعض المعارضين للتظاهر اعتراضا علي حكم الاخوان "الذي في الواقع لم يبدأ بعد" في 24 أغسطس الجاري، نجد رأي يقول إن الشعب قد سئم من ضعف قدرة مرسي علي حل المشكلات الملحة، وفي المقابل نجد من يقول ان هذه الدعوة خرجت من رموز تدين بالولاء للنظام القديم وان محمد مرسي لم يحصل علي الفرصة كاملة.
دعونا نتكلم بموضوعية، فعلى الرغم من معارضتي لمحمد مرسي ولجماعة الاخوان المسلمين الا انه لا يصح لي أن أدعوه للرحيل لانه بالفعل لم يرتكب ما يستوجب رحيله ، لم تمضٍ حتي المائة يوم الأولى التي صمّ بها آذاننا وشعرنا بعدها بأن مصر ستتحول إلى دولة بلجيكا في خلال هذه المدة، فكيف لنا أن نحاسب الرجل ؟
ولكن علي الناحية الاخري هناك نقطتان يجب أن يتضحان للجميع. اولا: لا يجوز أن نترك الاخوان يستخدمون نفس التهم ونفس الآليات القذرة التي كان يستخدمها مبارك ومن بعده المجلس العسكري في قمع معارضيه. قد أكون معارضاً لتظاهرات 24 أغسطس فهذا يعني أنني لن أشارك فيها ولا يعني انني أريد قمعها أو منعها طالما كانت المظاهرة سلمية ومتحضرة ويعبر فيها المتظاهرون عن آرائهم حتي وإن كانوا من الفلول، أو أن يخرج علينا أحد الشيوخ ليقول ان هؤلاء كفار ويجب قتالهم ما الفرق اذن بين هذا وما كان يفعله مبارك ؟
ثانيا: لا يعني عدم مطالبتي بإنهاء حكم محمد مرسي كما يريد الداعون للتظاهرات أنني اصبحت مؤيدا لكل ما يفعله الاخوان في البلاد وبكل هذه العبث الذي لا فائدة منه سوى تثبيت حكم الاخوان، من حق محمد مرسي أن يكمل مدته ومن حقنا أن نقف بكل حزم ضد أخونة مؤسسات الدولة وضد قمع حرية الرأي وضد مصادرة الصحف وحبس الصحفيين وضد سياسة استبدال الافراد وليس استبدال المنظومة وإعادة هيكلتها بشكل صحيح.
لقد حُكم علينا إن انتقدنا الفلول اتهمنا بأننا إخوان، وإذا انتقدنا الإخوان اتهمنا بأننا فلول، وإذا انتقدنا المجلس العسكري من قبل اتهمنا بأننا عملاء وخونة، متي يعمل هؤلاء القوم من نحن وماذا نبغي؟ .. هيهات.