8 يناير 2013

تقرير: تصريحات العريان بعودة اليهود تثير عاصفة من الانتقادات ضد الجماعة

JAN29


كتب : أحمد عواد 


الرجل صاحب المناصب الكثيرة والتصريحات الأكثر. كلماته تثير الكثير من الجدل وتتسبب أحيانًا في حرج للرئيس وللجماعة. فاز في مجلس الشعب السابق وخسر في سباق رئاسة الحزب، وأضاف لنفسه عدد من المناصب عقب فوز الرئيس مرسي، منها مستشار الرئيس، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة ومؤخرًا عضو معين بمجلس الشوري ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب بالمجلس. د.عصام العريان كان له حظًا كبيرًا من أحاديث الرأي العام في الفترة السابقة.

تصريحات العريان الأخيرة بخصوص دعوته لليهود الاسرائيلين من أصل مصري للعودة مرة آخري لمصر بعد طرد الرئيس جمال عبد الناصر لهم -بحسب ما وصف- آثارت عاصفة من الانتقادات ضده وضد جماعة الأخوان المسلمين والرئيس مرسي. وأتهم الكثيرين الجماعة بأنها ستكون سببًا في رفع قضايا تعويضات ضد مصر. وانتهى الأمر مؤخرًا إلي استقالة د.عصام العريان من الهيئة الاستشارية للرئيس محمد مرسي.




ردود أفعال غاضبة

توالت ردود الأفعال الرافضة لتصريحات نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بخصوص عودة اليهود إلى مصر. واستنكر الإعلامي حمدي قنديل تصريحات العريان قائلا : " یا دكتور عصام، أتظن أن یھود مصر سیستجیبون لدعوتك لھم بالعودة إلى مصر وانتم تحرضون ضد أقباطھا ؟ " . بينما قال الكاتب الصحفي عبد الله السناوي أن هذه الدعوة ستدفع إسرائیل إلى رفع قضایا تعویض ضد مصر. وقال أن رسالة العریان موجھة لاسرائیل مباشرةً لطمأنتھا علي مصالحھا في المنطقة علي حساب المصالح المصریة.

أما عن إدعاء العريان بأن الرئيس جمال عبد الناصر كان سببًا في طرد اليهود من مصر، قال الناشط الحقوقي حافظ أبوسعدة: إنه لايوجد دليل تاريخي علي قيام عبد الناصر بطرد اليهود المصريين.

ونشرت صفحات الفيس بوك وقائع تاريخية تتهم الأخوان بأنهم كانوا السبب وراء طرد اليهود من مصر بسبب التفجيرات التي تمت ضد اليهود والتي تورطت فيها الجماعة عام 1948. وتداولت بعض الصفحات مقولة لمؤسس دولة إسرائيل (بن جوريون) قال فيها : " لولا تفجیرات الإخوان المسلمین لمحلاتھم ومنشأتھم ما هاجر يهود مصر إلى إسرائیل ولولا تحویلھم لأموالھم ما كان قام اقتصاد إسرائیل".

يهود مصر يردون علي العريان

استنكر رئيس الطائفة اليهودية بالاسكندرية يوسف بن جاوون تصريحات د.عصام العريان التي اتهمت الرئيس الراجل جمال عبد الناصر بطرد اليهود من مصر، قائلا أنه لم يطرد سوي بعض اليهود حاملي الجنسيات الأجنبية والذين ثبت ولائهم لغير الوطن.

وقال بن جاوون لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية : "إن اليهود المصريين عاشوا وتربوا في هذا الوطن وممتلكاتهم كما هي ينفقون منها علي أعضاء الجالية المسنين كمساعدات انسانية، وذلك من خلال العقارات المحيطة بالنبي دانيال والتي يعود عمرها إلى 1910" .

من جانب آخر، طرح رئيس جمعية يهود مصر في إسرائيل ورئيس جمعية مطالبي حقوق يهود الدول العربية، عازي نجار، عدة تساؤلات يكون الرد عليها بمثابة ضمانة ليهود مصر قبل العودة، بالإشارة إلى ما أسماه بـ" بؤس الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بمصر والتي لا تشجع على العودة".

وفي التساؤلات التي يطرحها نجار للعريان "هل سيكون لي بيت أسكنه في مصر أم أنني سأعود إلى بيت عائلتي بالقاهرة؟، أم أنني سأضطر للحياة مع مئات الآلاف ممن يعيشون بالمقابر بالقاهرة؟، وهل سيكون لي عمل في مصر أم أنني سأبقى عاطلًا عن العمل إلى جانب ملايين الأكاديميين العاطلين عن العمل؟، هل سأكسب قوت يومي بكرامة أم أنني ساضطر للاكتفاء بأربعة أرغفة خبز يومياً؟ وهل ساحظى بحياة حرة ديمقراطية؟" 

نتنياهو يطالب بحقوق "اللاجئين اليهود"

وفي مفارقة اثارت العديد من التساؤلات، تداول نشطاء على تويتر وفيسبوك فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل 3 شهور من تصريحات عصام العريان يتحدث فيه عن اللاجئين اليهود الذين تم طردهم من الدول العربية ويؤكد أنه يطرح قضيتهم في كل زياراته للخارج .

ويؤكد نتنياهو في الفيديو الذي تم رفعه بتاريخ 10 سبتمبر 2012 إن الحديث عن قضية اللاجئين لا يتوقف عند حد اللاجئين الفلسطينيين ولكن هناك أيضا من أسماهم باللاجئين اليهود الذين تم طردهم من الدول العربية وهو ما عاد العريان لطرحه بعدها بشهرين داعيا اليهود المصريين للعودة



استقالة العريان تثير تساؤلات

أعلنت رئاسة الجمهورية أمس الأثنين قبول استقالة د.عصام العريان من منصبه بالهيئة الاستشارية. ورغم تأكيد العريان علي أن الاستقالة لا علاقة لها بتصريحاته الأخيرة، إلا أن علامات الاستفهام تزايدت حول هذه الاستقالة في هذا التوقيت.

ولكن العريان أكد علي أن الاستقالة سببها صعوبة الجمع بين العمل البرلماني والاستشاري لرئيس الجمهورية.


ويظل لشخصية عصام العريان نصيب وافر من تسليط الأضواء، كونه رأس حربه لجماعة الأخوان في كثير من الأحداث والقضايا. ولكن يظل التساؤل قائمًا حول الدور الذي سيلعبه العريان الفترة المقبلة، وهل ستدفع به الجماعة في انتخابات مجلس النواب المقبل؟ أم يكتفي برئاسة الهيئة البرلمانية للحرية والعدالة بالشوري؟ وهل تؤدي تصريحات العريان المثيرة للجدل إلى عدم الاعتماد كثيرًا عليه في الفترة المقبلة؟ أم أنه سيفيد الجماعة كثيرًا مع قليل من الضبط لتصريحاته وأحاديثه التليفزيونية الكثيرة ؟