يا له من يوم كئيب! ، ما من أمر حدث فيه يبشر بأي أمل ، لقد بدأت أشك في أن حظي سيظل عاثرا حتي أدفن في قبري ، ولكن دعك من هذه الأفكار السوداوية لأذهب إلي المنزل وأحتسي كوبا من الشاي وأنهي هذا اليوم .
أي الأمرين أفضل ؟ الشاي بورقات النعناع أم بقليل من اللبن ؟ أعتقد أن اللبن نفذ هو الآخر . يا لسوء حظي !!!!!!!!!
لأكتفي بورقات من النعناع الأخضر لتتدلي وتسبح بين أمواج الماء الساخن الممزوجة بحبات الشاي الأسود ، ثم أجلس في الشرفة أريح أعصابي......
طقس قارس نوعا ما ، لكنه علي كل حال مقبول ، رياح هاهنا وهاهناك إنه فصل الخريف بغضبه المعهود . ليس بيني وبينه أي مودة ، من قبل لم أكن أقبل الشتاء لكن فيما بعد عشقته ،هكذا تسير الأمور كلما تقدم الانسان بعمره أكتشف أشياء لم يكن يعرفها........
أشتدت الرياح الهوجاء وتساقطت بعض قطرات من ماء المطر ، إنها المرة الأولي هذا الموسم وأعتقد أنها لن تشتد فقد أعتدنا الجفاف حتي باتت الأمطار زائرا غريبا علينا ، كما أن الخريف عادة لا يأتي بالخير فالأمطار خير بالطبع وهو لن يفعل ذلك فقط يستفزك ويثير أعصابك ، وعلي أي حال سأظل جالسا أترقب وربما أحتسيت كوبا آخر من الشاي ............
الرياح تعلو حدتها والخريف يظهر وجهه القبيح ، حتي وإن عصفت بكل شيء سأظل جالسا ولن تؤثر في بشيء ، ماذا تأتي عواصفك هذه أمام صعاب الدنيا ومشاكلها ، أبدا لن أقبلك أيها الخريف المتعجرف ، ولن أرضي عن أيامك الغاضبة .......