باقي من الزمن أسابيع ، بل أيام ، بل ساعات ، وينتهي هذا العام بحلوه ومره ، إنه يوم الواحد والثلاثون من ديسمبر . فيما يعني أن العام يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة ، ولا أمل في محاولات إسعافه ، فلقد نفذ الوقت .
بعيدا عن سهرات القنوات الفضائية التي تحشر كل ما لديها من مواد وإعلانات لتجذب عيون الجميع إليها ، وبعيدا عن الرسائل القصيرة التي يكتظ بها هاتفك ، وبعيدا عن الأصوات التي تناديك ألا تفعل أي شيء من الممكن أن يفرج عنك أو يسعدك لأنه لا يجوز الاحتفال بهذه الأعياد وكأن المرء سيحمل الطبول والمزامير ويخرج في الشوارع ليقول " الليلة عيد الليلة عيد " .
بعيدا عن كل هذه المظاهر ، أحب دائما في هذا اليوم الجلوس مع نفسي قليلا ، لأسترجع أهم ما حدث في هذا العام ، إنها لفترة زمنية لا بأس بها 365 يوما ما أزحمها بالأحداث المثيرة والمتلاحقة .
أرجوك لا تغلق الصفحة ، فلن أوجع رأسك بحصاد العام فلقد سبقني إلي هذا العمل الكثير من القنوات والبرامج والصحف ، ولم يتركوا قصاصة إلا وقتلوها بحثا ، أهم سؤال يجب أن تسأله لنفسك في نهاية هذا العام ، إلي أي مدي أتفدت من هذا العام ؟؟؟
أحتفظ بالإجابة لنفسك إن أردت ، فلن أصعقك بالكهرباء حتي تجيب عن أسئلة حضرة الضابط ، بالنسبة لي لم يكن هذا العام علي القدر الذي أتمناه .
كسبت الكثير وأكثر مما كنت أتوقع ، يكفي أنني وجدت المتنفس لكلماتي في هذه المدونة ، ووجدت من يقرأ كلماتي هذه ، وحتي وإن كان عدد محدود ، فأنا مسرور بوجوده وقلبي به يسعد .
أستفدت من هذا العام بالطبع ، وملأت جعبتي بالكثير من الخبرات والتجارب لن أنسي أي منها طيلة حياتي ، خاصة آخر تجربة ، أنا شخصيا لا أتمناها إلا لمن أكرهه فقط ولا أود رؤية وجه أمامي .
القدر الذي كسبته في هذا العام ، هو نفسه القدر الذي خسرته إذا لم يزد ، إنكسارات وأحزان وأيام قاسية مرت عليّ كالدهر ، ربما بهذا العام كانت الجرعة مكثفة ومتنوعة في ذات الوقت ، لم تكن أبدا في توقعي ولم تخطر يوما علي بالي .
لكن في النهاية ، أشعر أنني راض عما حدث وأتمني ألا تتكرر أخطاء العام الماضي ، أتمني عام قادم أفضل حالا علي كل الأصعدة ، أتمني هذا الشيء الذي أوجعت بيه رأسك منذ أن بدأت هذه المدونة وهو الحرية ، أتمني بعد أن تجاوز عدد زوار المدونة الألف أتمني أن يتجاوز العدة آلالاف إن أستطعت ، أهم شيء أنني أكتب ، هذا معناه أنني موجود وحي يرزق .