أشفق كثيرا علي من يتحمس الآن وتأخذه الحمية والغيرة الوطنية حول انتخابات مجلس الشعب الآن وواجب المشاركة فيها حتي تكاد تشعر أنه سيخطب أمامك ، ما أود أن أعرفه هو هل هناك انتخابات من الأصل حتي نتحمس لها ونشارك فيها ؟؟
سألغي عقلي قليلا وأتنازل عنه الآن فليس له من الأساس في بلدنا قيمة تذكر، سأفترض أنه يوجد في مصر انتخابات ومنافسة حرة نزيهة وكل هذا الكلام الكبير الذي لا نسمعه الآن إلا في القناة الأولي وفي 90 دقيقة فقط ، يكفيني فقط ان أري حالة المدينة التي تكرمت علي وقبلت بوجودي بها واستكشف فيها حال هذه الانتخابات .
لن أعقب عن الصفقات الانتخابية واحتمال حدوث تزوير لا سمح الله ولا أحداث البلطجة المتوقع حدوثها في اللجان ، فنحن في انتخابات ولا تحدث مثل هذه الاحداث في الانتخابات النزيهة ، سأعقب فقط عن الطرق الدعائية الفريدة المتميزة التي لا تراها أبدا إلا عندنا في مصر .
فبالإضافة إلي الرموز الانتخابية التي لا توجد تقريبا إلا في مصر ، فهذا أمر ليس بالجديد علينا في أي انتخابات ، والفلسفة الرهيبة التي لا تعرف مصدرها الدفين الخفي الذي يجعلك تتسائل وتتعجب من أسباب إختيارها ، لماذا رمز الكتاب المفتوح ؟؟ لماذا لم يكن مغلق او مطوي او كتاب وحسب بدون أوصاف ، ولماذا تحديدا فنجان الشاي دون غيره من الفناجين ؟؟ ولماذا الهاتف المحمول وليس هاتف عادي ؟؟ إلي آخرها من الأسئلة التي لن تجد لها إجابة علي الإطلاق .
كل هذه الفلسفة في الدعاية الانتخابية معروفة ومن الممكن ان تكون عقولنا قد قبلتها منذ دهر لكن ما لايمكن أن يصدق " علي الأقل بنسبة لي " الأغاني الانتخاببة للمرشحين التي تملئ الآن الشوارع وتصم الآذان في كل أنحاء مصر تقريبا .
لا أعلم من هذا الذي أصيب بالعته في رأسه وابتدع هذه الفكرة ومن هم بالتحديد المخابيل الذين قلدوه حتي أصبح لكل مرشح أغنية وأثنان وثلاثة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهذا يأخذ أغنية وطنية ويضح اسمه عليها والآخر يأخذ نفس الأغنية بنفس الكلمات مع تغيير اسمه فقط ، وليست أغاني عادية ، إنها أغاني تقشعر لها الأبدان من فرط تأثيرها الكبير علي العقل والوجدان .
آخر هذه الأغاني التي تطفلت علي أذني منذ أيام كانت أغنية لمرشح الحزب الوطني وهي أغنية " بسم الله " الوطنية بعد أن غير كلماتها ، لا أعلم هل كان يطلب من الناخبين أن يؤيدوه علي الجبهة أم ماذا ؟؟ لكن السؤال الأهم هنا هل في حالة لاقدر الله لو خسر المقعد أي أغنية سيطلقها في الشوارع ؟؟ عدي النهار بالتأكيد !!!!!!!
هذا كل في واد ومرشح الأخوان الذي سار علي الموضة الإنتخابية وأطلق أغاني له هو الآخر في واد ، الحق يقال قبل أن أتحدث عنها هي أغاني شرعية لايوجد بها اي آلالات موسيقية سوي الدف ، لكن ما يجعلك تتأكد من سخرية الأمر أن أحد الأغاني التي أطلقت كانت أغنية قد غير كلماتها بالطبع ولكن أي أغنية يا هل تري ؟؟؟ أغنية " ذهب الليل وطلع الفجر " !!!!!!!
الأمر لا يمكن أن يحتمله إنسان طبيعي لذلك حتي لا أفقد عقلي فإنني أسخر من كل هذه المسرحية السخيفة والتي يظن البعض أن له دور مؤثر فيها ، دورنا جميعا كومبارس صامت علي الرغم من ضرورة وجوده إلا أنه لا يدخل في الحوار إطلاقا .
واسمح لي أن أضف ملحوظة رقيقة عابرة ، في هذه الانتخابات ما يستدعي السخرية ولكن هذه السخرية لا يصح أن تظهر للملاء حتي لا تجرح مشاعرهم كمثل هذه الإعلانات التليفزيونية المسفة التي وضعها حزب الوفد أو الاعلانات المستفزة للحزب الوطني ولا داعي للتطرق لها أبحث أنت عنها وأكتب ما تشاء ، أطلق خيالك ولسانك إذا لزم الأمر لتستطيع وصفها .
نهاية الحديث وأنا أكتب هذه الكلمات قبل اليوم الموعود ببضع ساعات ، ولا أعرف إن كنت قد أتخذت قرار المشاركة أم لا ، أحب أن أقول لك لا تقطب جبينك هكذا ، الانتخابات في مصر حقا هي اكبر نكتة ، أنصحك أنت تضحك عليها ولا تجعل نفسك النكتة الحقيقية فتجعلنا نضحك عليك .