إقرار
يقره أحمد عادل عواد
أقر أنا المذكور أعلاه ، الساكن في العنوان إياه ، بإني تعبت من الخواجات ، وتعبت أكتر من الباشوات ، اللي بيتمحكوا فيهم عشان الانتخابات ، يا عم محدش هيجبلك الحرية ، أنت اللي تجبها من عين الأفندية ، مش هما اللي هيحلولك الدنيا ، وأنت قاعد زي الرزية ....
أحزن بشدة كلما رأيت خبرا أو تصريحا يتحدث عن تشديد المسئول الأمريكي الفلاني علي ضرورة نزاهة الإنتخابات في مصر ، أو منظمة كذا الأمريكية لحقوق الإنسان تقر بأن الديمقراطية في مصر في حالة يرثي لها ، وحزني هذا ليس علي هذه التصريحات بل علي من يصدق مثل هذه التصريحات ويتداولها وكأنه جاء بما لم يأت به الأولون .
أعزائي يا من تصدقوا مثل هذه التصريحات ، أحب أن أفاجئكم بأن الولايات المتحدة حامية الحمي والمدافع ثابت الجأش عن الديمقراطية في العالم كله لا تريد ديمقراطية في مصر ، وهي ليست مفاجأة طبعا وإنما حقيقية جلية لا مناص من الهروب منها ولا ينكرها إلا المغرمين حبا وعشقا في هوي البيت الأبيض.
فلا تتخيل ولا تتصور ولا تأمل أن السناتور باراك أوباما سوف يدفع عملية التحول الديمقراطي في مصر ويدعم مشروع التغيير كما صرح البرادعي منذ أيام أنه حزين لتخلي أوباما عن مثل هذه الأعمال النبيلة ، وفي وجهة نظري كان تصريح البرادعي بذلك تصريحا غير موفق بالمرة ، فكل هذه الأخبار التي نراها في صحفنا المصرية علي غرار ما ذكرت ليست لها وظيفة سوي أن تملأ الفراغات الموجود في الصحف وتكمل ديكور أمريكا المصطنع لا أكثر ولا أقل .
فعندما نجتهد في الانتخابات القادمة المزورة إن شاء الله بعد الإصرار الغير مبرر علي المشاركة بها في تصوير وتوثيق التزوير في الصناديق واللجان الانتخابية وتقديمه للعالم كله من أجل كشف أن النظام المصري يزور الانتخابات فلن يفيد ذلك قضيتنا في شيء لأن الغرب عموما لن يحرك ساكنا من أجلك .
التغيير يا سادة كما أنه لا يرضي النظام الحاكم هو كذلك لا يرضي الإمبريالية الأمريكية المتوغلة في بلادنا العربية ، لأن الديمقراطية من الممكن أن تجلب لهم مالا يرضوا عنه ، لذلك لا خيار أمامنا إلا أن نستمر في الضغط علي نظامنا الميمون فالتغيير لن يأتي من واشنطن وإنما سيأتي من قلب القاهرة ، لن يأتي من الفنادق الخمس نجوم إنما سيأتي من الشارع المصري عندما نعرف أنه قد حان وقت التغيير .