22 أكتوبر 2011

وطن افتراضي

JAN29


نحن نعيش في وطن افتراضي !!!
نعم ، ما سبب الدهشة ؟ نحن نعيش في وطن افتراضي انشأه مواطنون افتراضيون وتابعه وشاهده من الوضع جالسا على " الكنبة " نوع آخر من البشر يدعى المواطنين الشرفاء .

هؤلاء المواطنون الافتراضيون قاموا بثورة افتراضية خرجت من عالم الانترنت الافتراضي كانت في البداية تسعى لبناء دولة ووطن حقيقي لكن لم يحالفها الحظ وقابلت في طريقها عدة عقبات ولكنها نجحت في نهاية المطاف بانشاء هذا الوطن الافتراضي الذي نحيا فيه الآن .

من بعض مميزات هذا الوطن الجديد ان مواطنيه الافتراضيين يستطيعون في أي وقت التظاهر بحرية وفي أي مكان وبأي طريقة وعلاوة علي ذلك الحرية المفرطة تقابلك بعض المدرعات التي تدهس بعضًا من المتظاهرين الأحرار كنوع من أنواع الترويح عن المتظاهرين وإيجاد جو من المغامرة والحركة حتي لا يصاب الاخوة المواطنون بالملل !

ميزة اخري من المميزات العديدة لهذا الوطن أن حكومته الافتراضية لا تستطيع السعي من أجل مطالبه وهذه ميزة عظيمة ولكن لمن يمعن النظر فيها . طالما أن حكومتك لا تفعل أي شيء صالح لأنها افتراضية طبعا ، لذا فلن تجهد نفسك عناء المطالبة بإقالتها أو تأييدها فهي ترفع دائما شعار " الافتراضية للجميع "

لن تجد عما قريب بين المواطنين الافتراضيين أي فروق في الحالة الاقتصادية والاجتماعية وستجد إن شاء الله في ظل سنوات معدودة وفي ظل الحكم الافتراضي المؤبد جميع المواطنين سواء .... في الفقر والجوع وقريبا في العطش !

هذا عن المواطنين الافتراضيين هنالك نوع آخر من المواطنين لم نتطرق اليهم ألا وهم المواطنون الشرفاء.

المواطنون الشرفاء كائنات تحيا وتعيش وتتعايش في رحاب الوطن الافتراضي ، أو علي هامشه ، أو بعيدا عنه ، ربما لا علاقة لهم بأي شيء سوي الجلوس على الكنبة وتناول بعض التسالي والنطق بعبارة " يحيا المجلس .... الثورة خربت كل حاجة .... فينك يا ريس ". لكن وجود مثل هذه الكائنات ضروري جدًا في الحياة ، الأمر يشبه غاز النيتروجين الذي يملأ الجو والذي لا يتسهلكه الإنسان بشكل مباشر بعكس الأكسجين لكن لابد من وجوده بهذه النسبة حتي تستقر الأمور. فأحيانا يضطر أولئك إلى إعادة التوازن للمظاهرات والمتظاهرين ويقومون عند الضرورة بردع أي مواطن افتراضي يتجاوز حدوده ، فيا لهم من شرفاء أوفياء !

طالما أنك في هذا الوطن الافتراضي تعيش وتتنفس، تطلب فلا تُجاب، تأمر فلا تُطاع فيجب ان تحمد الله علي هذه النعمة فغيرك يحلم بربعها وإن كان عندك ذرة من الشك فانظر إلى البلدان المجاورة التي غابت عنها اليد الواحدة ، واعلم أن هؤلاء الذين تنتقدهم باستمرار هم من حمّوا ثورتك الافتراضية .... عذرا "حموا ثورتك " وليس " حمّوا ثورتك " ، إنه خطأ إملائي وليس بالون اختبار !