- الحكومة التونسية تعيين لطفي التواتي مديراُ لدار الصباح والصحفيون يرفضون.
- التواتي يقيل ثلاثة رؤساء تحرير بالدار، ويضع قائمة لمن يكتب الافتتاحية.
- عضو المكتب التنفيذي للنقابة: التواتي يمنع إصدار صحيفة الأسبوعي ما لم ينشر بيانا يمهد فيه لتفليس المؤسسة
- الصحفيون يدخلون في اعتصام مفتوح ويحددون 11 سبتمبر يوماً للإضراب.
كتب: أحمد عواد
تطل علينا أزمة دار الصباح التونسية لتكشف النقاب عن
مواجهة جديدة بين الصحفيين التونسيين والسلطة الحاكمة وعلي رأسها حركة النهضة
الإسلامية. ودار الصباح هي مؤسسة صحفيية تونسية أسسها الحبيب شيخ روحه وتصدر عن هذه المؤسسة جريدة "الصباح"
وجريدة " لو تون" الناطقة بالفرنسية بالإضافة إلى جريدة "الاسبوعي".
بدأت الأزمة عندما قامت الحكومة التونسية بعدة تعيينات
علي رأس المؤسسات الإعلامية كان منها تعيين إيمان بحرون مديرأ عاماً للتليفزيون
العمومي وتعيين لطفي التواتي مديراً لمؤسسة دار الصباح في 21 أغسطس (أوت).
أعقبت هذه التعيينات رفضا تاما من قبل النقابة الوطنيية
للصحفيين التونسيين وعلي رأس هذه التعيينات لطفي التواتي الذي سبق وان عمل في
وزارة الداخلية "محافظاً للشرطة" اثناء حكم المخلوع بن علي كما قالت
النقابة في بيانٍ لها. وطالبت النقابة باسناد صلاحيات التعيين والعزل في المؤسسات
الاعلامية والصحفيية للهيئة المستقلة للإعلام.
دافعت الحكومة عن قرارها من خلال تصريحات لطفي زيتون
المستشار السياسي لرئاسة الجمهورية بقوله أن تعيين المسؤولين على رأس أبرز مؤسسات
الإعلام الحكومي من صلاحيات الحكومة خلال هذه الفترة. الأمر نفسه أكده نور الدين العرباوي القيادي في حركة النهضة
الذي قال أن الحكومة تسعى إلى إعادة هيكلة قطاع نخره "سوس النظام السابق"
علي حد وصفه.
وأضاف إن حركة النهضة ليست معنية مباشرة بالتعيينات داخل
وسائل الإعلام الحكومية ولكن من حقها أن تدافع عن نفسها إذا أحست أن إعلاميين
يحيدون عن مبدأ الحياد والاستقلالية ويمارسون «إعلاما أسود» لا يظهر غير مظاهر
العجز ولا يركز على غير مظاهر الفوضى والاحتقان الاجتماعي.
|
لطفي التواتي |
لم يتأخر التواتي كثيرا في إظهار نواياه السيئة للعاملين
بالدار، فبمجرد توليه المنصب اقصى الاثنين الماضي ثلاثة رؤساء تحرير منهم رئيس
تحرير جريدة الصباح جمال الدين بورقيبة "بشكل تعسفي" و"أصدر قائمة
اسمية للأشخاص المخول لهم بكتابة افتتاحية الصحيفة، كما قالت منظمة مراسلون بلا
حدود في بيان لها الاربعاء الماضي.
واستمر لطفي التواتي في سياسته التعسفية حيث قام أمس
الأحد بإدخال الشرطة مقر الدار لمنع إصدار صحيفة الصباح الأسبوعي ما لم ينشر بيانا
لمجلس الإدارة يمهد فيه لتفليس المؤسسة، كما قال زياد الهاني عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفين
التونسين. ويذكر أن التواتي قد سبق وصرح للاذاعة التونسية أن وضع الدار ماليا صعب
إن لم يكن كارثي علي حد تعبيره.
ومن جانبهم عبر صحفيو الصباح عن استيائهم الشديد من تعيين لطفي
التواتي مديرا للدار وعن رفضهم التام لتدخله في السياسة التحريرية. وأصدر الصحفيون
لائحة، أكدوا فيها تمسكهم مؤقتا بالهيئة الحالية في انتظار انتخاب هيئة تحرير
جديدة.
ودخل الصحفيون في اعتصام مفتوح بمقر دار الصباح للمطالبة برحيله، وحددوا يوم 11 سبتمبر (أيلول) المقبل يوماً مبدئياً للإضراب عن العمل. كما قام عدد من الصحفيين بجمع توقيعات
من العاملين بالدار تطالب بإقالة التواتي، بعدما صرح التواتي لقناة نسمة التونسية بأن الذين يعارضون تعينه هم 5 صحفيين ! ومن المفترض أن ينظم صحفيو الدار
اليوم وقفة احتجاجية أمام المجلس التأسيسي.
ويري
البعض أن الأزمة ليست أزمة دار الصباح فقط بل إن لب المشكلة تتمثل في محاولات
النهضة للسيطرة علي وسائل الاعلام التونسية، الأمر الذي حذرت منه مراسلون بلا حدود
في شهر يوليو(تموز) السابق.
تقول
السيدة بلقيس المشري نائبة رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان أن ملف
"الصباح" هو دليل قاطع على عملية استحواذ حزب النهضة على الاعلام.
ويقول
سليم بن عبد السلام النائب بالمجلس التأسيسي الذي شارك في الوقفة الاحتجاجية لدار
الصباح أمس الأحد أن مساندة الصحفيين
ونضالاتهم هي مساندة للديمقراطية الناشئة في الوطن العزيز.
الأمر لم
يعد مقبولا علي الإطلاق، ولم تشهد تونس تدخلاً فجاً في أوضاع الصحافة مثلما تشهده
الآن دار الصباح. ولم يعد يخفي على أحد المحاولات الحثيثة من جانب حركة النهضة
لسيطرة علي الاعلام، والوضع لا يختلف كثيراً هنا في مصر عن محاولات الأخوان كذلك للسيطرة علي الصحف والاعلام.
إنها ليست
المواجهة الاولي بين الصحفيين والسلطة ولن تكون الآخيرة، الاثنان وجهان متضادان.
ولن يبقي للصحافة التونسية والمصرية خاصة، والعربية عامة قيمة إن لم تدافع عن
استقلالها ودورها الأساس في بلادنا. سنري إن كانت ستنتهي أزمة دار الصباح بانتصار
إرادة الصحفيين أم ستكتب صفحة جديدة لهذه المواجهة؟
|
التواتي يستعين بالشرطة لمنع إصدار جريدة الأسبوعي امس الأحد |