كتب : محمود رجب
بعد ثورة يناير المجيدة زاد حلم " مصر الموضوعة على قوائم العالم الاول" التى تصبح فيه مصر دولة متقدمة تكنولوجيا و علميا و اقتصاديا و عسكريا ...الخ، و يصبح وقتها "اكلها من فأسها" و لم يمكث طويلا حتى تحول الحلم الى مشروع قومى على ارض الواقع و هو "مدينة زويل للعلوم و التكنولوجيا" وهذه المدينة لم تقم حديثا بل هى مشروع قديم قام باجهاضه النظام البائد خوفا من شعبية دكتور زويل الكبيرة و قبوله الواسع.
اما اليوم و بعد ان بدأ الحلم فى التحقق قام العشرات من الطلاب و الاكاديمين بجامعة النيل "سابقا"مدينة زويل حاليا، قاموا باقتحام الحرم الجامعى و اعلنوا دخولهم فى اعتصام مفتوح مطالبين باعادة ارض الجامعة -التى منحتها الحكومة الى الدكتور زويل لاقامة مشروعه- اليهم مرة اخرى و مطالبين مجلس الوزراء بحل الازمة .. اذا فهذا الموقف يتطلب معرفة نبذة قصيرة عن قصة هذه المدينة.
قام احمد نظيف رئيس وزراء مبارك بانشاء جامعة النيل و قامت الحكومة التى كان يترأسها باعطاءه مساحة 126 فدان لبناء مشروعه سعر الفدان واحد جنيه مصرى لمدة ثلاثين عاما، و تم انشاء بعض مبانى تلك الجامعة من ميزانية الدولة -مع العلم ان تلك جامعة خاصة يملكها رئيس الوزراء- اى لا تعود باى نفع لصالح الدولة العام. و بعد ثورة يناير قام مجلس امناء الجامعة بالاجتماع و قرروا التنازل نهائيا و بدون شرط عن اراضى الجامعة لصالح الدولة.
وبعده بيومين قامت الحكومة باعلان اعادة ارض جامعة النيل الى الدولة. وقامت حكومة الدكتور شرف بمنح الارض بمبانيها للدكتور زويل لاقامة مشروعه القومى و هو مشروع مدينة زويل للعلوم و التكنولوجيا.وفى مفاجأة غير متوقع ظهر مسؤلين جامعة النيل ليطالبوا باعادة الارض لهم مرة اخرى بعد تنازلهم عنها تنازلا نهائيا و بتوقيع مسجل منهم عنها .
وهنا يأتى السؤال .. لماذا لا تتدخل الحكومة المصرية و تعلن عن مسؤليتها فى اعطاء الدكتور زويل للارض ؟ و لماذا لاتقوم الحكومة ايضا بابراز و ثيقة تنازل مجلس امناء الجامعة عن الارض ؟ أستظل الدولة صامته حتى يضيع ذلك الحلم .. حلم اقامة قاعدة علمية تساعد فى تطور الدولة و اقامة دولة قوية؟ هل ستبقي الدولة صامته حتى يضيع حلم زيادة الانتاج و رقى الوضع الاقتصادى؟ ألا تعلم الدولة ان العلم سيساعده فى تطور صناعة الاسلحة و تطوير الجيش؟ اذا لماذا لا تتحرك الدولة؟ هل ستظل البلطجة هى الغالبة فوق القانون ؟؟؟؟