مجلس .. عسكري ..
مواطنون شرفاء .. مندسون .. بلطجية .. طرف ثالث .. اصابع خفية .. الاقتصاد ينهار
.. وقيعة .. مؤامرة .. اذن هي الحرب .. الحرب .. الحرب .
كلمات لا تتطفل علي أذنيك إلا في بلاد كبلادنا، بلاد العجائب
والغرائب " وليست بلاد الطيبة " ، شاعرنا الكبير فاروق جويدة اسمح لي ان
اعتب عليك ، فلم يحالفك التوفيق حين قلت " هذي بلادٌ لم تعد كبلادي " بل
إنها بلادي كما عرفتها .
"يا لك من متآمر ، مخرب ، تريد دمار البلاد وهلاكها ، أين الامن
؟ أين الاستقرار ؟ الاستقرار .. الاستقرار يا ولاد الــ...... ( لا داعي لإكمال
المقولة فلتفهما بمفردك) "
.
لقد سمعت هذه الكلمات الاخيرة من ذي قبل لكن متي ؟ وأين ؟ وكيف ؟ ..
نعم تذكرت .. لقد كان ذلك منذ عدة أشهر، من هؤلاء الاشخاص، في مثل هذا الميدان، لقد
ظننت انهم قد هاجروا أو ماتوا أو اصيبوا بالعته المغولي ووضعوا جميعا في عنابر
الاستقرار ، لكنهم عادوا من جديد ليعيدوا علي آذاننا نفس التعاويذ المباركية. لكن
ثمت إختلاف ، لقد غيروا قبلتهم وكعبتهم إلي كعبة أخري في ميدان آخر من ميداين
المحروسة التي لم تعد محروسة .
هذي بلادٌ لم تعد كبلادي ....
"ما الذي يجعلهم يضعون انفسهم موضع الشبهات ويعرضون انفسهم
للبطش ، دعوهم فهم يستحقون أكثر من القتل ... أفران الغاز "
أمر طبيعي، كيف تصل بك الجرأة والوقاحه ان تقف ضد من حمّوا ثورتك
الافتراضية "هذه المرة لا يوجد خطأ إملائي" إن الفتاة التي أرادت ان تقف
ضد جيشنا الحر الأبي تستحق أن تسحل وتركل وتجرد من ملابسها. إن التقاليد والرجولة
تحتم علينا ألا تخرج الفتاة من بيتها إلا للضرورة القصوي ، لقد ضاعت الرجولة ونزلت
النساء وزادت الفتنة .. عليكم اللعنة !
هذي بلادٌ لم تعد كبلادي ....
"مأجورون ، مندسون ، يتقاضون أموالا طائلة من جهات لا نعرفها
ولكننا نعرفها جيداً ، إنهم هنا في مكان قريب ، يريدون الفتك بنا في أقرب فرصة
.... فلا تدعوا الفرصة تفوتكم
"
البارانويا ، مرحبا بكِ من جديد ، لقد اشتقنا إلي هذه الحالة النفسية
الشهيرة ، كم يعجز الساسة في بلادنا عن تفسير القضايا وحل المشاكل المستعصية من
دون استدعائها ، بالفعل يوجد أطراف كثيرة تريد العبث بمقدرات الوطن والتي لا
نعلم عنها شيئا ، لقد سمعت هذا الكلام من قبل ولكن هذه المرة لا اتذكر متي سمعته
من كثرة الأحداث التي قيل فيها .
هذي بلادٌ لم تعد كبلادي ....
" يا باشا الفكرة ديه اتهرست في 300 فيلم عربي قبل كده .... "
وما المانع ؟ ألا يستمتع الجمهور بمشاهدة الفيلم ؟ ألم يصفق للمخرج
والمؤلف والابطال الاخيار ولعن في الابطال الاشرار ؟ ألم ينسي أنه قد شاهد هذا
الفيلم عشرات المرات لضعف ذاكرته المهترئة وتابعه بشغف كأنه قد تفاجأ به ؟
هذي بلادٌ لم تعد كبلادي ....
كدت أنسي أنها بلادي ، لكنني أحمد الله أن أعاد إلينا بلادنا التي
أعلمها وأعرفها وأحفظها عن ظهر قلب . فما سبق جعلنا نظن ان بلادنا قد تغيرت عما
عهدنا .... هذي بلادٌ عادت كبلادي.
ملحوظة : عزيزي القارئ .. هذه الكلمات لا تضع تحت أي تصنيف أو اي قالب أو أي داعي، فالتمس لي العذر لكتباتها واعدك ألا اكررها إلا كل ثورة مرة .