إنه عام سقوط الأنظمة ، إنه عام سقوط الطغاة ، إنه عام هروب بن علي ، وخلع مبارك ، وقتل القذافي ، وحرق صالح ، وجنون بشار ، إنه عام 2011 ، وقد ظن انه أسقط الجميع ، ولكنه يلقى الآن المصير ذاته !
لقد كان عاماً طويلا إلي أبعد حد ، شاهد من التقلبات والأزمات والمنعطفات ما جعله يختلف عن بقية الاعوام التي سبقته . علي أي حال دعك من هذه التحليلات وحصاد العام الذي تم تناوله علي جميع الفضائيات بداية من الجزيرة وحتي قناة الفراعين ، وكعادتي كل عام قبل انتهائه بدقائق معدودة، أجلس بالقرب من الشرفه ومعي كوبٌ من أي مشروب ساخن صالح للاستهلاك الآدمي ، استمع إلي قليل من الموسيقى الهادئة ، واسترجع ما حدث في هذا العام .
لتنسى السياسة ومن يعملون بالسياسة ومن يهتمون بالسياسة ، لعنة الله علي السياسة وعلي الساسة جميعاً ، لتنسى المجلس وسلطاته ، والعسكر وانتهاكاته، والميدان وهتافاته، والبرلمان وحساباته، والثورة ما لها وما عليها ، ولتتذكر ما أنت عليه الآن ، هل تقدمت ؟ هل تأخرت ؟ هل فعلت شيئا ما قابل للنفع ؟ هل قدمت عملاً يشفع لك ما اقترفته من جرائم تجاه نفسك وتجاه غيرك ؟
يا له من عام صعب ! سحقاُ لحسابات القوم من حولك وأقاويلهم ومنطق أغلبهم شديد الغباء والسطحية، لقد أصابوك بإحباط لم تتحمله، كان حجر عثرة في طريقك الطويل الممتلئ عن آخره بالصعوبات والعوائق.
ولكن لا تسرف في نقد من حولك وأنت الأولى بالنقد اللاذع ، لا داعي لآن نفتش سوياً فيما مضي ، فإنك لم تكن هذا العام بريئا طاهرا نقيا معصوما من الخطأ ، ربما صدقت القول في أن من حولك في الغالب أغبياء ولكن من هؤلاء من مد لك يد العون وساعدك علي النهوض حتي كدت تصبح علي مشارف الطريق الصحيح.
كن عادلاً ولا تجر علي نفسك أو من حولك ، الحياة لك وعليك ، هكذا تسير المعادلة الكونية ، لتحاول تصحيح المسار أكثر وأكثر ، ولا تنحرف عن الدرب الذي حددته لنفسك، واستقبل عامك الجديد بروح طيبة وقلب يملأه التفاؤل والأمل وعقل لا يكف عن الجد والعمل.
إذن لتنطلق يا رفيق ولتسمتع بالعام الجديد ، ولندعو الله سوياً ألا نبدأ عامنا الجديد بانفجار في كنيسة أو بفض اعتصام أو بتعرية متظاهرة أو بأشخاص يسرقون أحلامنا وآمالنا.