في الخامس عشر من مارس العام الماضي اندلعت الثورة السورية مطالبة بالحرية وباسقاط نظام بشار ، لتنضم إلى قافلة الثوارات العربية التي اطلق عليها "الربيع العربي" فهل أتت الثورة السورية بالربيع علي البلاد أم عصف بها خريف غاضب قد يقضي عليها؟
منذ ان تعقد الامر في سوريا وازداد قمع وجنون آلة بشار الحربية، وارتفعت الاصوات لحماية المدنيين السوريين مما يطلقون عليه "حرب إبادة جماعية للمعارضة السورية" وانا أتجنب الحديث عن وضع سوريا ولكن الضباب يزداد واللغط يُثار والأمر ينتقل من سيء لأسواء.
إن الحقيقة الوحيدة التي أؤمن بها أن ضحية هذا العبث السياسي والصراعات الدولية في أمر سوريا هو الشعب السوري الواقع بين مطرقة بشار وديكتاتوريته وسندان أمريكا وحلفائها وما تريده من تفتيت للدولة السورية وحرمان المقاومة العربية من أي دعم يمكن ان تقدمه سوريا لهذه المقاومة.
سأتحدث عن عدة نقاط يجب وضعها في الحسبان عند التعرض لوضع سوريا:
أولا: أن ما يحدث من انتهاكات او اعتداءات او مجازر للشعب السوري هو أمر غير مقبول، وعلى الرغم من عدم دقة الارقام التي تصدر عن اعداد الشهداء لغياب الاعلام في سوريا، فان قتل السوريين المعارضيين لبشار مرفوض مهما كانت الاعداد.
ثانيا: أي محاولة للتدخل العسكري الاجنبي في سوريا هو خط أحمر لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال سواء كان هذا التدخل من الولايات المتحدة أم من الناتو. كفانا ما حدث في ليبيا والعراق فالغرب لا يبغي من أي تحرك عسكري سوي مصلحته التي ستكون بالتأكيد ضد المصلحة السورية والعربية بشكل عام.
ثالثا: تصوير ما يحدث في سوريا علي انه يتم علي أساس طائفي وان بشار يريد التخلص من المعارضة السنيّة هو تصور غير معقول لأن نظام المصالح الاقتصادية ومصالح رجال الاعمال والأزمة في سوريا ليست طائفية.
رابعا: إن إلقاء عواقب ما يحدث في سوريا علي الفيتو الروسي والصيني لا يمكن وصفه إلا بأنه حجة فارغة لان روسيا والصين هما أيضا يبحثان عن المصلحة السياسة ولا يريدان تكرار مع حدث في ليبيا وعلي الجانب الاخر فامريكا التي تدعم اي قرار ضد بشار ليست هي حامية الديمقراطية والحرية ولا تريد إلا مصلحتها هي الأخرى.
خامسا: فكرة طرد السفراء السوريين واغلاق سفاراتهم هي فكرة غير مقبولة وليس فيها أي دعم للثورة السورية ولشعب سوريا.
نزيف الدم السوري يجب أن يتوقف ولكن لن يتم هذا أبدا ببيع سوريا وتقديمها علي طبق من فضة للولايات المتحدة والغرب، فثورة الشعب السوري كانت علي سياسة بشار الداخلية، ومرفوض كل الرفض ما تفعله المعارضة السورية من إعطاء وعود للغرب بالتوقف عن دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد اسرائيل في حال ما سقط بشار.
كنت انتظر دوراً عربياً أقوي من هذا خاصة من مصر، ولكن حكامنا العرب لا يسيرون إلا بالأوامر الامريكية ولا يتحركون في خدمة أوطاننا وانما في خدمة المصالح الغربية وخدمة كراسي الحكم . فليحفظ الله الشعب السوري.