في افتتاحية عدد الجريدة الصادر اليوم ، تحدثت جريدة الشروق عما دار في جلسة مجلس الشعب المنعقدة أمس والتي وصفتها بـ"المشتعلة والملئية بالمفارقات الجديدة". في حين ساد الهدوء الحذر في محيط وزارة الداخلية لأول مرة منذ 5 أيام.
شهدت جلسة مجلس الشعب تبادلا للاتهامات بين النواب ، ففي حين وصف نواب زملاءهم ممن دخلوا في اضراب عن الطعام بأنهم "مزايدون" ويهدفون إلي البروز الإعلامي والسياسي، رأى فريقا آخر أن هناك نوابا "خانوا الثورة وباعوا دماء الشهداء".
وقد صرح رئيس أحدي الهيئات البرلمانية للشروق أن الأمور تكاد تكون خرجت عن السيطرة بعد تبادل مثل هذه الاتهامات.
وكان المجلس قد خصص جلسته أمس لمناقشة التطورات الأمنية في حضور وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم الذي نفي مجددا إطلاق قواته للخرطوش علي المتظاهرين ، الأمر الذي يتناقض مع تقرير اللجنة المشتركة من قبل مجلس والتي رصدت سقوط شهداء ومصابين من جراء تعرضهم لطلقات الخرطوش.
يأتي هذا في الوقت الذي تصاعدت فيه الدعوات لمليونية "جمعة التحدي" بعد غد الجمعة والتتي تتزامن مع الدعوة لعصيان مدني أطلقته العديد من القوي السياسية والحزبية والثورية ، تلك الدعوة التي رفضها حزب الحرية والعدالة وبقية القوي الإسلامية.
************************
التعليق :
ما حدث في جلسة مجلس الشعب امس لا يختلف كثيرا عن مجالس مبارك السابقة، نواب الاغلبية تتحدي نواب المعارضة في الدفاع عن الحكومة والنظام القائم.
" جلسة كوميدية " هذا هو الوصف الذي كان ينبغي ان تصفه جريدة الشروق لما حدث بالأمس. نائب يصف المتظاهرين بالبلطجية ونواب الاغلبية يصفقون ونائب ينسحب معترضا علي هذه المهزلة والآخر يقوم ليرفع الآذان، هل هذا هو برلمان الثورة الذي جاء بإرادتها ليعبر عن اهدافها ؟
ما الفرق اذن بين نواب الحرية والعدالة ونواب الوطني في رغبة الأثنين في إطلاق الرصاص علي المتظاهرين أو الـ"بلطجية" حجتهم الزائفة؟ ما الفرق بين أغلبية الاخوان واغلبية الوطني في الدفاع عن جرائم الشرطة ووزير الداخلية؟ ما الفرق بينهما في قمع المعارضة ورغبتهم في اسكات أي صوت مخالف لما يرغبون ؟
الوضع ينتقل من سيء لأسوء والرابح الوحيد من هذا التخبط هو مجلس العسكر الذي سيظل متربعا علي عرش البلاد سواءً في صورته المباشرة او غير المباشرة .