منظر بديع ، انه الشفق الاحمر يملئ السماء الآن ، يلتحم مع بعضه ويفترق ، يتعانق مع قرص الشمس الآخذ في الزوال ، فيفجّر لك لوحة ليست من ابداع فنان ، انما من ابداع الخالق ، تحتاج لحظتها الي فنجان من القهوة تستعيد بيه نشاطك وتكمل بيه يومك الشاق .
تتذكر مع لون القهوة الاسود شريط ذكرياتك المرير ، لكم فيه من اخفاقات ونجاحات ، ولكن هذه الايام لا يأتي في خاطرك شيء سوي كلمات من نوع فشل ، اخفاق ، هروب ، يأس ، حزن .
مع رشفة الفنجان الاولي يغرق ذهنك في بحر ذكرياتك القديمة ، مازال في خاطرك صورتها وهي تنظر اليك النظرة الاخيرة ، قاسية كانت ولكن ما ذنبها ان كنت لين تترك نفسك لرياح الدهر تطوعك كما تريد ، لقد رحلت وتركت لك نظرتها لا تفارق ذهنك ابدا .
تذهب بعدها الي الطعنة الثانية ، لقد أتت من اقرب الناس إليك وكانت اكثرهم قسوة واعظمهم اثرا ، لقد كانت منك ... نعم ، انت من طعنت نفسك بخنجر التهاون والتقصير لم تاخذ العبرة من تجاربك القديمة ووقعت في نفس الفخ ، فلا تلومن احد غير نفسك .
فجأة يتحول لون السماء البديع الي لون القهوة القميء ، لم تعد تري الآن الا كل شيء سيء . إن اليأس كالموت راحة وانت الان في عداد الاموات لا ينقصك سوي الكفن .
لقد انتهي الفنجان ولكن حياتك لم تنته بعد ،لا تجعل هذه الضربة تقضي عليك فالسباق مازال طويل .......