في يوم 14 يناير يوم هروب المخلوع بن علي كتبت باقتضاب من فرْط السعادة والاغتباط لاشقائنا التوانسة ، وفي يوم 11 فبراير يوم تنحي المخلوع مبارك كتبت باختصار من فرْط الفخر والفرح والتفاؤل ، وفي هذه الايام بالتزامن مع سقوط نظام العقيد المجنون معمر القذافي اكتب لاخواننا في ليبيا هذه الكلمات تعبيرا مني عن سروري الشديد وتهنئة لهم علي ثبوتهم امام جنون هذا الرجل الذي اراد ان يحرق ليبيا واهلها ولكنهم لم يرتضوا الا بالحرية او الاستشهاد .
علي الرغم من تفاؤل الليبين ومعظم العرب لمستقبل ليبيا الذي يبدو مشرقا ، الا ان تجارب تونس ومصر قد اثبتت ان الثورة لا تعني فقط ازاحة رأس او واجهة النظام ، وقد اتضح ان هذا الامر هو آفة الثورات العربية الجديدة، التركيز علي رأس النظام وإهمال الاسقاط الكامل للنظام وطرق بنائه الجديد .
أعلم ان الوضع في ليبيا مختلف عن تونس ومصر لما سبق سقوط النظام من قتال وحرب بين الثوار وكتائب القذافي ، وما اؤكد عليه ان بناء النظام الليبي الجديد سيحتاج جهد وتكاتف من ابناء وقبائل الشعب الليبي بأكمله ، فالتفرق والتشتت الذي حدث بين الفصائل السياسية في مصر لا يتحمله الوضع الليبي المقبل .
واولي خطوات بناء النظام الليبي الجديد كما اري من وجهة نظري هو تحجيم الناتو ووقف اي تدخل من اي قوي غربية في الشأن الداخلي الليبي الجديد ، فدخول الناتو الحرب بين الثوار ونظام القذافي كان عليه الكثير من الملاحظات والانتقادات خاصة من رئيس أركان جيش التحرير الوطني الليبي اللواء عبد الفتاح يونس رحمه الله ، فثوارتنا العربية قامت في اساسها للحرية والاستقلال الوطني والوحدة .
ثم تأتي أهم نقطتين في بناء النظام الليبي وهما إعادة الامن والضبط للدولة ووضع دستور جديد للبلاد يكون أساس النظام الجديد ، والحمد لله لا يوجد في ليبيا دستور 71 فلن يحدث استفتاء علي تعديلات لانه لا يوجد في ليبيا مجلس عسكري !
في النهاية كل ما اتمناه ان يتجنب الثوار الليبيون الاخطاء التي وقعنا فيها بمصر وتونس وان تكون الاوضاع القادمة في ليبيا الجديدة علي اساس من الحرية والعدالة والاستقلال ، والا تتم محاكمة القذافي بطريقة محاكمة مبارك فالأمر لا يحتمل المزيد من المليونيات والمحاكمات وليبيا لا تحتمل ابدا امثال فريد الديب ...!!!
احد الثوار يحتفل بسلاحه بسقوط القذافي |
إنني أؤمن بحقي في الحرية وحق بلادي في الحياة .... عمر المختار