إقرار
يقره أحمد عادل عواد
أقر أنا المذكور أعلاه ، الساكن في العنوان إياه ، بإن الناس عقولها خرفت ، والحرب ما بينا خلاص قربت ، اللي فرّق بينا واحد ، اللي بيعادينا هو واحد ، مش هنسيبه يفلت بعملته ........
لا أحب إعادة سرد الكلام ، فلقد أنفجرت طبلة أذنك من كثرة ما سمعت هذه الأيام عما حدث في الإسكندرية ، ورأيت الكثير من الصور والأخبار والشعارات التي تحدث بجدارة عن الوحدة الوطنية وكيفية دعمها وترسيخها من جديد .
وظهرت أصوات تنادي بأشياء أقل وصف لها أنها في غير موضعها كمثل الذي يطالب المسلمين بعدم رفع صورة الهلال والصليب لأنه لا يجوز رفع الصليب !!! وحقيقة الأمر أنني لا أمتلك هذه الأيام روحا للسخرية من هؤلاء الذين يتركون صلب المشكلة ويتحدثون في قشور تافهة وتري أغلبهم حين يتحدث وكأنه يتبني قضية كبري تهم أمر الوطن .
نترك هؤلاء البشر حتي لا يتهموني بالإفساد في الأرض لنتحدث قليلا عن جوهر الاحتقان الحادث بين المسلمين والمسيحين في مصر . الأسباب التي تشعل هذا الاحتقان كثيرة ومتشعبة ومن الطرفين وأحيانا من أطراف آخري ، لكن جوهر المشكلة هو الظلم .
الظلم الذي تشعب في كل ثقب في هذا الوطن ، الظلم الذي نشر الفساد في كل مكان ، الظلم الذي جعل المسلم يشعر بأن الأقباط أعداء وجعل المسيحي يشعر بأن المسلم جلاده ، الظلم الذي أمر الأمن بتزوير الأنتخابات وتأمين احتفالات الصهاينة علي أرضنا وترك هذه الحادثة المفجعة تقتل عشرات الأبرياء من المسيحين والمسلمين .
بالطبع لا أريد إقصاء الطرف الإسرائيلي من القضية لأنه لو لم يكن وراء هذه العملية فهو بالتأكيد مستفيد من توابعها ومستعد للنفخ في نار الفتنة من أجل أن تحرق الجميع، ليست نظرية المؤامرة أو البارانويا ولكنها طبيعة العداء بيننا وبينهم ، والمتابع للشارع السياسي المصري لن يترك هذا الإحتمال .
الآن ، سنجني حصاد كل شيء فاسد ، وستأكل نار الفتنة الجميع ، نمتلك الآن شحنة كبيرة من مشاعر متناقضة بين غضب وسخط علي الأوضاع وحب ومودة علي وشك أن تعود بين عنصري الأمة ، علينا أن نقف مع أخواننا الأقباط ، علينا أن نوجه غضبنا في موضعه الذي يستحقه ، وأن نقطع رأس الأفعي بعدها سنصلح حال هذا الوطن، يجب أن نكون معا مسلمون ومسيحيون يوم السابع من يناير جنبا إلي جنب ، وليهنئ كل مسلم أخوه المسيحي في عيده ، أرجوكم حاولوا أن تستغلوا هذه الفاجعة لصالح الوطن .