أطرف تعليق قراءته عن الدعوة الموجهة إلي الشعب المصري من أجل الثورة ضد الظلم والفقر والتعذيب يوم 25 يناير علي غرار ما حدث في الشقيقة تونس كان مضمونه يقول " ماينفعش نعمل الثورة يوم الثلاثاء الساعة 5 قدام الهرم الكبير " .
مع أن هذا التعليق الساخر يعبر عن روح تجمع بين العقلانية والانهزامية في نفس الوقت ، إلا أنني لا أعارض وجهة النظر هذه بشكل كامل . بالفعل لا يوجد في تاريخ الثوارات علي ما أعتقد شيء من هذا القبيل .
لكن سيدي الفاضل ، معذرة لك فإنني لا أجد حتي الآن سببا قويا مقنعا يجبرني علي التقاعس عن المشاركة في هذا اليوم . الأهداف معلنة وواضحة وتتلخص في رفع الحد الأدني للأجور إلي 1200 جنيه وهذا طبيعي ، ووإلغاء حالة الطوارئ وإقالة وزير الداخلية حبيب العدلي وهذا منطقي ، وحل مجلس الشعب ... عفوا أقصد حل عزبة الشعب وإعادة الانتخابات ، وما من عاقل في مصر يقف امام هذه المطالب .
سيدي ، مالا يأخذ كله لا يترك كله ، حتي لا يختلط عليك الأمر او تتهمني بالغباء ، ما أقصده وأؤكد عليه أن الثورة لن تقوم في هذا اليوم وتعليق الآمال علي هذا اليوم وحسب هو جل الخطأ . إن كان يضايق صدرك بكلمة " ثورة " فاجعلها مظاهرة 25 يناير من أجل المطالب السابقة اجعلها احتجاج 25 يناير اجعله أحمد على اسم جده ، وشارك فيها بشكل طبيعي وتناسي أن شخصا منسيا غير واع قد دعي إلي ثورة . لا تجعل كل طاقتك في تحقيق الثورة بهذا اليوم بل أجتهد في أن تجعل هذا اليوم هو بداية الثورة الحقيقية ، هل هذا يرضيك يا سيدي المعترض ؟؟؟
لقد وجهت لي الدعوة للمشاركة ، وأكتب هذه الكلمات وأنا حتي الآن غير متأكد من قدرتي علي تلبية هذه الدعوة ، لكنني مع هذا الحدث قلبا وقالبا ، ومع الاحتجاج السلمي علي وضعنا السيء المتسبب فيه نظامنا المباركي ، ولا أستطيع أن أقول إلا أنني سأبذل كل ما بوسعي لأشارك أحرار مصر وأبنائها في هذا الحدث العظيم يا من وصلت إلي هذه الكلمات بعد صبر وجلد أرجوك أرجوك أرجوك شارك في إنجاح هذا اليوم فدور كل شخص منا حيوي وهام فقوتنا في عددنا " عفوا تناسي الجملة الأخيرة ولا تتذكر صاحبها السويسري " أقتدي بإخوانك التوانسة الأحرار ، لا تستمع لأصوات رجال الدين الفاسدين الذين ينهون الناس عن التظاهر فهم لا يطيعون الله بل يطيعون أولي الأمر والطغاة ، لا تبخل علي نفسك وأهلك ووطنك بالثورة فصدقني الثورة هي الحل .