14 يناير 2013

في ذكرى ثورة الياسمين

JAN29




في مثل هذا اليوم منذ عامين .. أعادت تونس الروح من جديد للجسد العربي، أنطلقت الحناجر لتهتف باسم تونس والتوانسة والثورة التونسية، لتزلزل أركان نظام الطاغية بن علي. "الشعب يريد إسقاط النظام" تلك كانت التعويذة التي زلزلت أركان هذا النظام، وقذفت الرعب في قلب زين العابدين حتي فر هاربًا كالفئران.

في 14 يناير (جانفي) في العام 2011 أعدنا اكتشاف تونس، عرفنا أن ثمة بلد عربي يفيض أهلها بالروح الثورية القادرة علي قهر الطغاة. أسقطت تونس قطعة الدومينو الأولى، وبعدها أنطلقت الأصوات في الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه تهتف بسقوط عهد الاستعباد والديكتاتورية والظلم الاجتماعي.

في هذا اليوم المكتوب بحروف من نور، عرفنا معنى النشيد التونسي الخالد "اذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر" أنشدنا نشيد التونسيين (حماة الحمى)، وكادت تصيبنا الهستيريا ونحن نري لأول مرة شعب عربي يخرج في الشوارع بالآلاف يطالب بحقه في العيش والحرية، يثأر لرمز الثورات العربية محمد البو عزيزي الذي كان النار التي أشعلت فتيل الغضب التونسي. أزددنا فخرًا بأنتمائنا العربي الواحد وشاركنا الأشقاء فرحتهم كأننا واحد.

أعتذر لكِ يا تونس، فما كنت أعلم عنكِ سوى ما كان يصدّره لنا الجهلاء من القوم عن مباريات كرة القدم، وما رأينا فيكِ إلا خصم رياضي لا أكثر. ولكن بعد نجاح ثورة الياسمين في الإطاحة بالطاغية بن علي، استعادت الخضراء رونقها وتألقها كلؤلؤة في قلب المغرب العربي، فكانت واسطة العقد في الجناح الغربي لوطننا العربي، وكانت الشعلة التي حملها الثوار العرب إلي مصر واليمن وليبيا وسوريا والأردن والبحرين.

لنعلم أننا ندين بعظيم الفضل لهذا الشعب العربي الحر الأبي، فلولا غضبته المباركة لما تنفسنا نسائم الحرية - ولو لفترة قصيرة - في مصر. ولولا نجاح التونسيين في كسر قيد الذل والعبودية والسلبية لما استطعنا أن نحتشد بالآلاف وبالملايين لمواجهة الطاغية الآخر مبارك.

بالرغم مما أحل بحلمنا العربي في الحرية التي ستقودنا حتمًا إلى الوحدة، وبالرغم من الانتكاسات التي شهدتها بعض البلدان العربية من تحول ثورة الشعب إلى حجةٍ للتدخل الأجنبي والاستعمار في ثوبه الجديد، وبالرغم من سيطرة التيارات الاسلامية في مصر وتونس على حكم البلاد - وهم أبعد التيارات عن روح الثورة - فإن الأمل في الثورة باقٍ، وإن حق الشعب آتٍ . لنتذكر هذا اليوم بالفخر والإعجاب ولنتذكر أن الثورة التي حصدت في طريقها الآلاف من أبناء الشعوب العربية يجب أن تصل إلى أهدافها مهما طال الزمان وتوالى الطغاة.

حماة الحمي يا حماة الحمي     ..  هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء    ..   نموت نموت ويحيا الوطن