سيادة
رئيس الجمهورية .. الدكتور محمد مرسي
تحية
طيبة وبعد ؛
أكتب
إليك ونحن مقبلون علي الذكري الثانية للثورة المصرية المجيدة، هذه الثورة التي
تدين لها أنت وجماعتك وحزبك بالكثير، فبفضلها وبفضل الدماء الذكية لخيرة شباب هذا
الوطن، والتي قدمت قربانًا لحرية لم تنلها جموع الشعب المصري من العمال والفلاحين والطلبة
والكادحين، بل قطف ثمارها فقط أصحاب البذلات العسكرية وجماعة الاخوان المسلمين
التي تنتمي اليها.
سيدي
الرئيس، لقد رفعت هذه الثورة شعارات بُح صوت الجماهير وهي تطالب بها. لقد طالبنا
بالحرية والعدالة الاجتماعية كمطلبين لا يفترقان. فأما الحرية فقد انتهكت بشتي
الطرق والسبل في عهدك وفي عهد من سبقك. فالقبض علي المتظاهرين والاعتداء عليهم
مازال مستمرًا، والمحاكمات العسكرية باقية إلى وقت كتابة هذه الرسالة وستبقي
بعدها، وحرية الرأي والتعبير تزداد سوءًا، والأقلام تقصف والأصوات تكتم، وما من
سبيل آخر للحرية إلا وفيه من الانتهاكات ما يعجز القلم عن كتابته.
وأما
العدالة الاجتماعية، فلن أحدثك عنها سيادة الرئيس، يكفي أن تقف في واحد من
الطوابير التي يطحن فيها الشعب المصري. فالذل مازال أمام طوابير الخبز علي الرغم
من أنه لا يصلح لأن يأكله بشر، ومع ذلك ترغب حكومتك في إعطاء كل مواطن 3 أرغفة فقط كل يوم ؟؟ هل هذه هي النهضة التي وعدتنا بها ؟؟
لقد وصلنا إلى وضع من الغلاء وسوء المعيشة لم يعد نتحملها.
أعلم
يا سيادة الرئيس أنك وصلت لكرسي الحكم بانتخابات حرة ونزيهه، بالرغم مما يثار حول
عملية الفرز في المرحلة الثانية إلا أن أغلب الشواهد تقول أنك من فزت بأغلبية
الأصوات، بغض النظر أن مجموع الأصوات التي حصلت عليها أنت والمرشح المنافس لم تصل
إلى 50% من أصوات الناخبين في المرحلة الأولي ولكن هذه هي القواعد التي أرتضينا
بها منذ البداية ولا يصح أن نعترض عليها حتي وإن كانت ظالمه.
ومع
أنني لم أنل شرف ترشيحك للرئاسة - وأحمد الله علي ذلك - إلا أنني أعترف لكم بالشرعية، ولكن لا أعترف
بسيطرة جماعتكم علي مفاصل البلاد وأن يكون قرارك من مكتب الارشاد. وأرفض أن تستمر
حكومتك في تنفيذ نفس سياسات مبارك الاقتصادية الفاسدة الظالمة ونفس سياسات التبعية
لأمريكا وكل هذا باسم الدين والشريعة!!
هل رأيت
تعليقات الشعب علي صورتك وأنت رمز للدولة المصرية مع أمير دولة قطر ؟؟ هل شعرت بما
يشعره الشعب من تراجع لهيبة مصر كقائدة للدول العربية؟؟ ألا تعلم أن الشعب يعلم من
هم الحكام العملاء ومن هم الوطنيون؟؟
أعرف
أن الضغوط الاقتصادية والسياسية داخليًا وخارجيًا كثيرة علي كاهل الرئاسة
والحكومة، ولكننا ننتقل من سيء لأسوء، ولا نرى أي تحسن في الاوضاع السياسية أو
الاقتصادية، ولا نرى أي رؤية لحل هذه الأزمات، ولم نشاهد حقوق الشهداء تسترد إليهم كما وعدت، ولم نشهد إلا دستور
مشوه لا يعبر إلا عن فصيلكم السياسي ولا يحافظ علي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
للشعب.
لا
تغضب سيادة الرئيس إذا وجدت الجماهير في الذكرى الثانية لثورة يناير تخرج لتطالب
بتعديل المسار وربما برحيلك لأنك لم تحقق مطالبهم ولم تختلف عما سبقوك. لا تغضب
عندما يسخط عليك الشعب الذي يموت أمام طوابير العيش ليحصل علي أرغفة قليلة وهم يرون الملايين تصرف
علي بذلات الشرطة ومروحياتها لا لشيء إلا لقمعهم عند الحاجة وعندما يصدر عنهم ما
لا يرضي سيادتك أو جماعتك.
كلمة
أخيرة يا سيادة الرئيس، وحتي لا أطيل عليك، إن ذكري الثورة هذا العام لن تكون
مناسبة للاحتفال كما كنا نود أن تكون، ولكنها ستكون يومًا كئيبًا سنتذكر فيه خيبة
الأمل وقلة الحيلة وتخاذلنا في رد حقوق الشهداء، وفشلنا في تحقيق المقومات
الأساسية لحياة كريمة للمواطن المصري، وضياع حلم الحرية والدستور وغيرها من
الأحلام الوردية التي كانت تداعبنا بعد يوم 11 فبراير 2011، ولكنها ذهبت أدراج الرياح.
أعلم
أنك لن تقرأ هذه الرسالة، ولكني أكتبها لكي يرتاح ضميري وليشهد الجميع أنني لم ولن
أرضي عن حكمك وحكم جماعتك. وسأطالب بإسقاطه طالما ظل علي حاله من الظلم والقمع الفشل والخيبة والتراجع والتبعية.
توقيع ...
المواطن
: أحمد عادل عواد